عند زيارتنا لمستشفى بنها النفسي، وبعد لقائنا مع الدكتورة نادين الهادي التي حصلت على جائزة الطبيب المثالي لهذا العام بجدارة، تذكرت ذلك اللقاء الذي كان قبل سنوات خلال الأزمة التي اجتاحت العالم، جائحة كورونا. كان اللقاء وقتها مع هؤلاء الشباب الذين ينتمون إلى الجيش الأبيض، أولئك الذين تعرضوا للأذى أكثر من غيرهم.
ليس أمراً هيناً أن تقصد الموت بنفسك، ولا هي شجاعة أن تكون في ردهة الحجر الصحي لوباء يُصنف الأخطر عالمياً وأنت غير مصاب، لكن التحري عن الحقيقة وتوثيقها لمن يعملون في أخطر الظروف وأصعبها هو الذي يدفعك لذلك، ولا سبيل معك غير مستلزمات الوقاية.
كانت مقاسات تلك المستلزمات من كفوف وكمامات وغطاء رأس ونظارات جيدة جداً، فقط البدلة. أتذكر وقتها تلك الطبيبة الشابة التي رفضت أن تترك مكانها وتغادر وسط تلك الأزمة، الدكتورة نادين الهادي. تحية لها ولكل طبيب تصدى لتلك الأزمة.
لا أعرف أي وصف ولقب يستحقون؛ فكل الأسماء والألقاب والأوصاف تقف خجلى أمامهم، وهم الكرماء الذين قدموا أنفسهم وواجهوا كورونا بإرادة صلبة وشجاعة قلّ نظيرها، وعاشوا ظروف الحجر الصحي بتفاصيله مع المصابين. إنهم الكوادر الطبية والتمريضية والسند في ردهة الحجر.
إن تفاني الدكتورة نادين الهادي وزملائها من الكوادر الطبية في مواجهة تلك الجائحة الصعبة لا يمكن نسيانه أو تقليله. لقد كانوا بحق أبطالاً على خط المواجهة، يبذلون أقصى جهودهم لحماية الأرواح وتقديم الرعاية اللازمة للمصابين، غير مبالين بالمخاطر التي تحيط بهم. وها نحن نراها اليوم تتوج بجائزة الطبيب المثالي، كتقدير لمجهوداتها وتضحياتها الجبارة.
كل التحية والتقدير للدكتورة نادين ولكل الأطباء والممرضين والعاملين في المجال الصحي الذين واجهوا الجائحة بكل شجاعة وإخلاص، ومواصلين عملهم الإنساني النبيل في كل الظروف.